" رسُوماتٌ فنيّة فِي لوحَاتٌ آسيويّة مِنْ كُوريا الجَنُوبيّة "
.. (( خيال ، إبداع ، تنوع و تميّز )) .. هذه هي الصفات التي تراودني عندمـا أتكلم عن صناعة السينما الكورية الجنوبية ، فيبدو لي إنني لن أبالغ لو قلت بأن أغلبية الأفلام الكورية الجنوبية بين عامي 2003 و 2004 الناهضة مؤخراً وبشكل ملحوظ عن غيرها في قارة آسيا ، يجمعها سقف واحد متين تربط جدرانه راحة الإبداع و طمأنينة التميّز ونتاجات التنوّع المبهر ، فالأجدر بها تلك الكلمة التي لا تتعدى حروفها " الأربعة " وهي كلمة " تحفة " بدءً من القصص الفريده من نوعها وإنتهاءً بإعادتها في عاصمة السينما العالمية " هوليوود " !!
فهنا لن أسترسل في ذكر جميع أنواع الأفلام بل أنني سأتوقف عند ذكر أفلام الرعب فقط من هذه السينما المتشعبة ، وفقاً لتركيز مشاهداتي مؤخراً!
منذ النجاح الباهر لشباك التذاكر الضخم لفيلم الرعب
(( همس الممرات - Whispering Corridors )) في عام 1998..
إذ إن المعلمون لا يسيؤون عادةً معاملة الطلبة وكأنهم في الجحيم بسبب نزوة ما ، ولكنها ساءت بالفعل بعد أن إنتحرت طالبة بسبب الإذلال الذي لا يطاق من المعلم المسؤول أما الأمر الأدهى والذي زاد الأمر سوءاً لدى المشاهد هو إن هناك أشباحاً مولية في كل أرجاء المكان لهذه المدرسة العليا - المسكونة - الخاصة للبنات!
الجدير بالذكر ، أن المراقبين الحكوميين في كوريا الجنوبية حاولوا منع الفيلم ، وذلك على ما يبدو بسبب القلق بشأن تصويره من المعلمين الوحشيين والتفسير الخانق الكئيب لنظام التعليم هناك ، لكن الفيلم عرض وأصبح نجمة ساطعة في سماء النجاح التجاري.
حيث بات في المركز الأول لمدة ليست بالبسيطة كثلاثة أسابيع على التوالي فهو أمر لاشك أنه حصد مبتغاه من الاهتمام الكامل من خلال رواد السينما من ناحية ومن التطور الناجم عن صناعة السينما الآسيوية المرعبة من ناحية أخرى وبالذات في كوريا الجنوبية – وفقاً للوقفة - ، وأصبح في المركز الثاني بعد ذلك ... ومن ثم لحقه جزءين رائعين جداً لاسيما الجزء الثاني ( 1999 و 2003 ) واصبح ثلاثية تتباهى بها صناعة السينما في كوريـا الجنوبية ...
تماماً كما تباهت من قبلها اليابان من خلال ثلاثية (( الحلقة – Ringu )) - أشهر سلسلة رعب آسيوية على الإطلاق -
وتلاه كذلك في المستوى الباهر بالنجاح منقطع النظير فيلم الإثارة و الغموض (( القشعريرة – Sorum )) إنتاج عام ( 2001 ) وهو إسم على مسمىّ تقريباً حيث أن بعض الأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات متطورة و مثقفة كالمجتمع الكوري الجنوبي مثلاً ، تشاهدهم هكذا لابد أن تشعر بالقشعريرة حيالهم ، دون أدنى اصطناع!
فهذا الفيلم لا يكشف العديد من الأشياء حول أشخاصها في نفس الوقت وبالذات من خلال آلة التصوير التي تتليهم بعناد وتظهر الظلام و كسر السلالم أو تلك الحيطان المخربشة أكثر من اللازم من جهة و شروق الشمس الذي يتدفق من خلال الممرات المظلمة للعمارة السكنية البائسة من جهة أخرى ...
إن المشاهد الكئيبة - في الحقيقة - للبناية وسكانهــا وهم يمارسون حياتهم اليومية لاشك أنها تضغط وتجبر المشاهد بالشعور بحجم المأساة ومن ثم الكآبة المحبطة المصحوبة بقشعريرة حادة .
بإختصار شديد : ليس من السهل حقيقةً الشعور بنفس شعور الأشخاص عاطفياً بسبب شرطهم المهمش جداً من الحياة ، لكن من السهل الشعور بنفس شعور مأساتهم وخوفهم من ناحية الحالة ومصير قدرهم وصدفتنــا نحن كمشاهدين!
وهنا يكمن سر درجي لهذا الفيلم في خانة أفلام الرعب بالرغم من أن الفيلم واقعي جداً ولم يستند أبداً على الحكايات الخارقة أو المرعبة المعهودة التي أعتدنا عليها في السينما الآسيوية بالذات! فرعبه يتمحور تحت بند الإرتعاد من قسوة الحياة فهو فظيع إذن ، لأنه بشكل معقول على الأقل .
وبعد تلك القشعريرة و الكآبة معاً ، شاهدنا فيلماً ناجحاً بنجاحاً منقطع النظير والبعيد كل البعد عن مقومات القشعريرة و الكآبة و الواقعية ،
وهو (( الهاتف – Phone )) في عام 2002
وتدور قصته حول صحفية شابة تبدأ بإستلام الرسائل المزعجة على هاتفها الخلوي من مصدر مجهول ، إلا أن تبدأ حدة الرعب والخوف لدى المشاهد عندما ترد (( طفلة )) بريئة على الهاتف بالصدفة ، حيث ينتاب المشاهد شعور الخوف بسرعة متناهية بعد أن تبدو تلك البريئة ممسوسة من قبل روح شيطانية خبيثة ، هذا الفيلم يعتبر من أنجح أفلام الرعب الكورية الجنوبية في صيف 2002 حيث حطم الأرقام القياسية في سيؤول فضلاً عن باقي المدن الكورية الأخرى .
وإن كان هناك سبيلاً لثناء معين على قمة الأداء والتمثيل فإن الممثلة الطفلة ((Seo-woo Eun)) هي من تستحق بالفعل كافة بنود الإشادة والثناء على الأداء الغير طبيعي لها مقارنةً بسنها!
وبعد نجاح فيلم (( الهاتف )) في صيف 2002 ، أصبح الرعب البسيط ذا قوة رئيسية في صناعة السينما الكورية ، فتنافست فضولية الرؤى لدى الكتاب حتى تغلبوا على جيلهم الأول لأفلام الرعب الآسيوية ، فتميزت أفلام الرعب الكورية بالقصص البسيطة و حقن الدماء والصيحات المرعبة في الخفاء ... فظهر فيلم (( الغير مولود لكن منسي – Hayanbang )) ولكن في واقع أمره قد نسي فلم يحصد أي نجاح يذكر والسبب الرئيسي عائد بالدرجة الأولى على الشبه الكبير والغير مبرر إطلاقاً بين فكرته و فكرة الفيلم الياباني الشهير (( الحلقة – Ringu ))
وبعد هذا كله إنتظرت صناعة السينما والمشاهدون العاديون في أنحاء قارة آسيا وخصوصاً في الشرق الأدنى منها على أن تعود لهم الأفكار الباهرة من جديد ، فتوقعوا لقدوم عام 2003 قمة الزخم في التنافس لأفلام الرعب والغموض ... فظهر الفيلم الرائع (( في المرآة - Into The Mirror )) فمن خلال هذا الفيلم ظهرت المرآة كمحور الرعب الأساسي حيث أن المرآة تثبت بأن أكثر الخوف الأساسي يتمحور ارتكازه حول النفس البشري ،
فحينما المرء يحدق لبضع دقائق إلى نفسه من خلال المرآة ينتابه الشعور بالخوف مباشرة ويعيده لماضٍ حزين قد طوته السنين ! فتلك الدقائق تستطيع أن تريك الطبيعة البشرية على حقيقتها بكشف الجانب الغامض والشيء المخيف من حياتك ...
فهو إذن رعب المرآة !
وبعد أن هيمن فيلم الرعب الكوري على السوق الآسيوي كل صيف ، وشاهدنــا فيلم (( في المرآة )) في صيف 2003
ظهر لنا فيلم آخر في غاية الروعة و الجمال وهو فيلم :
(( حكاية الأختين - A Tale of Two Sisters )) والذي لاقى نجاحاً لا نظير له حيث بيع أكثر من 3 مليون تذكرة .
بعد أن إستندت قصته بشكل طليق على حكاية شعبية كورية قديمة التي صورت عدة مرات قبل ذلك ... وهي حول حكاية أختين وسر اكتناف أكمام الغموض وعلى مدى قوة اكتنافه في النهاية...!!
إن هذه النسخة ، فأنها تعد الأفضل على الإطلاق كون المحاولة نجحت بالفعل في تجديد هذه الحكاية الشعبية ونقلها إلى مكان معاصر يحتفظ بالعناصر المؤثرة والحزينة والمخيفة في آنٍ واحد.
وفي أواخر صيف 2003 عاد " كي هاينغ بارك " ذلك المخرج الذي حطم الأرقام القياسية بفيلمه (( همس الممرات )) ... آنف الذكر.
إذ قدم لنا فيلم (( الخرنوب أو Acacia )) ومعنى كلمة الخرنوب : هي الشجرة الكبيرة نسبياً والتي ترتفع لتصل 12 متراً ، وتزهو بلون الأخضر الداكن دائماً ، وهي شديدة الجمال شتاءً وذلك بسبب وريقاتها الريشية المركبة المغطاة بطبقة شمعية .
و (( Acacia )) ليس فيلماً مرعباً بقدر ما هو دراما نفسية حيث يزحف ذلك الشر المعني ويتسلل ببطئ إلى كل مشهد في الفيلم!
أما في صيف 2004 ، فشاهدنا نوع جديد من أفلام الرعب وهو فيلم (( R-Point )) وتدور قصته حول جنود يرسلون في مهمة لتحري الإرسال الإذاعي الغير قابل للتفسير والمرسل من قبل الجنود الذين يعتبرون مفقودين و موتى منذ ستة أشهر من إنتهاء الحرب !!
إن الأصالة الموضوعية للفيلم هي نفسها من ستكشف للمشاهد تجربة الخوف الحقيقي.
حقيقةً أن نظرة هذا الفيلم هي بمثابة المثال الأساسي لتواصل التطور الملحوظ للسينما الكورية الجنوبية.
وفي نفس العام أيضاً شاهدنا فيلماً مرعباً آخر ولكن بعيداً عن الأصالة الموضوعية والمتمحور في ترنيمات كابوسية غامضة مخيفة إلى حدٍ بعيد ..
وهو فيلم (( الكابوس أو Bunshinsaba ))
إذ يتمحور رعبه من خلال اكتشاف الجانب المظلم من إنتقام الروح الإنساني ، ذلك الخوف الغير قابل للتوضيح من الوجود ، وفي نفس العام كذلك شاهدنا فيلم لا تقل جمالياته عن مستوى سابقه وهو فيلم (( الصديق الميت – Ryeong ))
والذي يتحدث عن أكثر السلاسل الشعبية في تسلسل أفلام الرعب الآسيوية وهي من خلال الأشباح في المدارس العليا – الثانوية – وهو شبيه نوعاً ما بالفيلم سالف الذكر – أعلاه - (( همس الممرات ))
كما شاهدنا في نفس العام فيلم (( غابة العنكبوت - Spider Forest ))
حيث أن الغابة يمكن أن تكون المكان الأكثر راحة على الأرض في وضح النهار ، لكن بينما يحل الظلام ، هي لاشك يمكن أن تكون المكان الأغرب و الأرعب على حد سواء .
الفيلم لفئة معينة من المشاهدين وليس للجميع!
حيث ننصح بالتركيز الجاد حيال رعبه و لغز الغموض الكامن من ملمسه السريالي الرائع .
إلى أن وصلت بنا المشاهدة إلى فيلم (( الوجه – Face ))
ذلك الفيلم الذي يتعامل مع الوجوه الإنسانية الأخرى التي تبدي كلا الجمال و القبح ، كما كل المشاعر الإنسانية الأخرى ... تنجم القصة عن إحتراق القلب ، ذلك المعنى الذي يمثل ببساطة عاطفة المشرق !
(( الوجه )) فيلم رعب يكشف عن الحقد ولعنة شبحه القاسي!!
قصة فيلم (( الوجه )) ما سبق لها أن حولت من قبل في أي من الأفلام لا سيما الآسيوية منها ، القصة فريدة من نوعها ولا مثيل لها على الإطلاق !!
حيث تأخذ القصة طريقة مختلفة تماماً عن سائر أفلام الرعب الآسيوية الأخرى ، وعلاوة على ذلك ، فهي – أي القصة – تعبر من خلال عين المشاهد بين خط الحياة و الموت ، ومن ثم تنفرد بالمشاهد بطريقة مرعبة و مخيفة في آنٍ واحد وتضعه في حالة من الذهول !!
ليس من خلال الأماكن أو الأدوات مثلاً كالهواتف الخلوية أو اشرطة الفيديو أو المنازل والمدارس المسكونة .. الخ .. من مصدر الرعب الأساسي وعنصره المشابه في أغلب أفلام الرعب الآسيوية ... بل من خلال إعادة بناء الوجه فوق الجمجمة بتقنية عدلية متطورة بمساعدة رسومات حاسوبية طليعة !
على أية حال ، فإن فيلم (( الوجه )) يستعمل إعادة بناء " وجه " بنظرية غريبة لكن مرعبة جداً بما فيه الكفاية !
ولا تنسى بأنها مترتبة على سؤال بسيط ، وهو :
كيف تزرع موجة الخوف المطلق في عقول المشاهدين ؟!
وهو الفيلم الآسيوي الوحيد الذي بيع منه 200 ألف نسخة قبل إطلاقه في كافة أسواق البلدان الآسيوية قاطبة .
بكل إختصار ، حينما يجتمع العلم و الفن فذلك هو فيلم (( الوجه ))
والجدير بالذكر : أن الصوت الفريد و الصورة الحادة في الفيلم صدما النقاد و المهتمين في السينما في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبــا للمصالح الخاصة لموضوعه العلمي تارة و للعاطفة الشرقية للإنتقام تارةً أخرى ، كما ذكروا .
وشكراً للقراءة سلفاً ، وتحيّاتي لكم جميعاً..
مع تحيّات / " أبى الجرّاح العتيبي "
™MaximusQ8
<embed src=http://kojak1.tripod.com/max2.swf width=400 height=100type=application/x-shockwave-flash></embed>
__________________
رســالـة ســيـنـاريـو
Hostel Part I & II
____________ [url=mailto://][/url]
.. (( خيال ، إبداع ، تنوع و تميّز )) .. هذه هي الصفات التي تراودني عندمـا أتكلم عن صناعة السينما الكورية الجنوبية ، فيبدو لي إنني لن أبالغ لو قلت بأن أغلبية الأفلام الكورية الجنوبية بين عامي 2003 و 2004 الناهضة مؤخراً وبشكل ملحوظ عن غيرها في قارة آسيا ، يجمعها سقف واحد متين تربط جدرانه راحة الإبداع و طمأنينة التميّز ونتاجات التنوّع المبهر ، فالأجدر بها تلك الكلمة التي لا تتعدى حروفها " الأربعة " وهي كلمة " تحفة " بدءً من القصص الفريده من نوعها وإنتهاءً بإعادتها في عاصمة السينما العالمية " هوليوود " !!
فهنا لن أسترسل في ذكر جميع أنواع الأفلام بل أنني سأتوقف عند ذكر أفلام الرعب فقط من هذه السينما المتشعبة ، وفقاً لتركيز مشاهداتي مؤخراً!
منذ النجاح الباهر لشباك التذاكر الضخم لفيلم الرعب
(( همس الممرات - Whispering Corridors )) في عام 1998..
إذ إن المعلمون لا يسيؤون عادةً معاملة الطلبة وكأنهم في الجحيم بسبب نزوة ما ، ولكنها ساءت بالفعل بعد أن إنتحرت طالبة بسبب الإذلال الذي لا يطاق من المعلم المسؤول أما الأمر الأدهى والذي زاد الأمر سوءاً لدى المشاهد هو إن هناك أشباحاً مولية في كل أرجاء المكان لهذه المدرسة العليا - المسكونة - الخاصة للبنات!
الجدير بالذكر ، أن المراقبين الحكوميين في كوريا الجنوبية حاولوا منع الفيلم ، وذلك على ما يبدو بسبب القلق بشأن تصويره من المعلمين الوحشيين والتفسير الخانق الكئيب لنظام التعليم هناك ، لكن الفيلم عرض وأصبح نجمة ساطعة في سماء النجاح التجاري.
حيث بات في المركز الأول لمدة ليست بالبسيطة كثلاثة أسابيع على التوالي فهو أمر لاشك أنه حصد مبتغاه من الاهتمام الكامل من خلال رواد السينما من ناحية ومن التطور الناجم عن صناعة السينما الآسيوية المرعبة من ناحية أخرى وبالذات في كوريا الجنوبية – وفقاً للوقفة - ، وأصبح في المركز الثاني بعد ذلك ... ومن ثم لحقه جزءين رائعين جداً لاسيما الجزء الثاني ( 1999 و 2003 ) واصبح ثلاثية تتباهى بها صناعة السينما في كوريـا الجنوبية ...
تماماً كما تباهت من قبلها اليابان من خلال ثلاثية (( الحلقة – Ringu )) - أشهر سلسلة رعب آسيوية على الإطلاق -
وتلاه كذلك في المستوى الباهر بالنجاح منقطع النظير فيلم الإثارة و الغموض (( القشعريرة – Sorum )) إنتاج عام ( 2001 ) وهو إسم على مسمىّ تقريباً حيث أن بعض الأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات متطورة و مثقفة كالمجتمع الكوري الجنوبي مثلاً ، تشاهدهم هكذا لابد أن تشعر بالقشعريرة حيالهم ، دون أدنى اصطناع!
فهذا الفيلم لا يكشف العديد من الأشياء حول أشخاصها في نفس الوقت وبالذات من خلال آلة التصوير التي تتليهم بعناد وتظهر الظلام و كسر السلالم أو تلك الحيطان المخربشة أكثر من اللازم من جهة و شروق الشمس الذي يتدفق من خلال الممرات المظلمة للعمارة السكنية البائسة من جهة أخرى ...
إن المشاهد الكئيبة - في الحقيقة - للبناية وسكانهــا وهم يمارسون حياتهم اليومية لاشك أنها تضغط وتجبر المشاهد بالشعور بحجم المأساة ومن ثم الكآبة المحبطة المصحوبة بقشعريرة حادة .
بإختصار شديد : ليس من السهل حقيقةً الشعور بنفس شعور الأشخاص عاطفياً بسبب شرطهم المهمش جداً من الحياة ، لكن من السهل الشعور بنفس شعور مأساتهم وخوفهم من ناحية الحالة ومصير قدرهم وصدفتنــا نحن كمشاهدين!
وهنا يكمن سر درجي لهذا الفيلم في خانة أفلام الرعب بالرغم من أن الفيلم واقعي جداً ولم يستند أبداً على الحكايات الخارقة أو المرعبة المعهودة التي أعتدنا عليها في السينما الآسيوية بالذات! فرعبه يتمحور تحت بند الإرتعاد من قسوة الحياة فهو فظيع إذن ، لأنه بشكل معقول على الأقل .
وبعد تلك القشعريرة و الكآبة معاً ، شاهدنا فيلماً ناجحاً بنجاحاً منقطع النظير والبعيد كل البعد عن مقومات القشعريرة و الكآبة و الواقعية ،
وهو (( الهاتف – Phone )) في عام 2002
وتدور قصته حول صحفية شابة تبدأ بإستلام الرسائل المزعجة على هاتفها الخلوي من مصدر مجهول ، إلا أن تبدأ حدة الرعب والخوف لدى المشاهد عندما ترد (( طفلة )) بريئة على الهاتف بالصدفة ، حيث ينتاب المشاهد شعور الخوف بسرعة متناهية بعد أن تبدو تلك البريئة ممسوسة من قبل روح شيطانية خبيثة ، هذا الفيلم يعتبر من أنجح أفلام الرعب الكورية الجنوبية في صيف 2002 حيث حطم الأرقام القياسية في سيؤول فضلاً عن باقي المدن الكورية الأخرى .
وإن كان هناك سبيلاً لثناء معين على قمة الأداء والتمثيل فإن الممثلة الطفلة ((Seo-woo Eun)) هي من تستحق بالفعل كافة بنود الإشادة والثناء على الأداء الغير طبيعي لها مقارنةً بسنها!
وبعد نجاح فيلم (( الهاتف )) في صيف 2002 ، أصبح الرعب البسيط ذا قوة رئيسية في صناعة السينما الكورية ، فتنافست فضولية الرؤى لدى الكتاب حتى تغلبوا على جيلهم الأول لأفلام الرعب الآسيوية ، فتميزت أفلام الرعب الكورية بالقصص البسيطة و حقن الدماء والصيحات المرعبة في الخفاء ... فظهر فيلم (( الغير مولود لكن منسي – Hayanbang )) ولكن في واقع أمره قد نسي فلم يحصد أي نجاح يذكر والسبب الرئيسي عائد بالدرجة الأولى على الشبه الكبير والغير مبرر إطلاقاً بين فكرته و فكرة الفيلم الياباني الشهير (( الحلقة – Ringu ))
وبعد هذا كله إنتظرت صناعة السينما والمشاهدون العاديون في أنحاء قارة آسيا وخصوصاً في الشرق الأدنى منها على أن تعود لهم الأفكار الباهرة من جديد ، فتوقعوا لقدوم عام 2003 قمة الزخم في التنافس لأفلام الرعب والغموض ... فظهر الفيلم الرائع (( في المرآة - Into The Mirror )) فمن خلال هذا الفيلم ظهرت المرآة كمحور الرعب الأساسي حيث أن المرآة تثبت بأن أكثر الخوف الأساسي يتمحور ارتكازه حول النفس البشري ،
فحينما المرء يحدق لبضع دقائق إلى نفسه من خلال المرآة ينتابه الشعور بالخوف مباشرة ويعيده لماضٍ حزين قد طوته السنين ! فتلك الدقائق تستطيع أن تريك الطبيعة البشرية على حقيقتها بكشف الجانب الغامض والشيء المخيف من حياتك ...
فهو إذن رعب المرآة !
وبعد أن هيمن فيلم الرعب الكوري على السوق الآسيوي كل صيف ، وشاهدنــا فيلم (( في المرآة )) في صيف 2003
ظهر لنا فيلم آخر في غاية الروعة و الجمال وهو فيلم :
(( حكاية الأختين - A Tale of Two Sisters )) والذي لاقى نجاحاً لا نظير له حيث بيع أكثر من 3 مليون تذكرة .
بعد أن إستندت قصته بشكل طليق على حكاية شعبية كورية قديمة التي صورت عدة مرات قبل ذلك ... وهي حول حكاية أختين وسر اكتناف أكمام الغموض وعلى مدى قوة اكتنافه في النهاية...!!
إن هذه النسخة ، فأنها تعد الأفضل على الإطلاق كون المحاولة نجحت بالفعل في تجديد هذه الحكاية الشعبية ونقلها إلى مكان معاصر يحتفظ بالعناصر المؤثرة والحزينة والمخيفة في آنٍ واحد.
وفي أواخر صيف 2003 عاد " كي هاينغ بارك " ذلك المخرج الذي حطم الأرقام القياسية بفيلمه (( همس الممرات )) ... آنف الذكر.
إذ قدم لنا فيلم (( الخرنوب أو Acacia )) ومعنى كلمة الخرنوب : هي الشجرة الكبيرة نسبياً والتي ترتفع لتصل 12 متراً ، وتزهو بلون الأخضر الداكن دائماً ، وهي شديدة الجمال شتاءً وذلك بسبب وريقاتها الريشية المركبة المغطاة بطبقة شمعية .
و (( Acacia )) ليس فيلماً مرعباً بقدر ما هو دراما نفسية حيث يزحف ذلك الشر المعني ويتسلل ببطئ إلى كل مشهد في الفيلم!
أما في صيف 2004 ، فشاهدنا نوع جديد من أفلام الرعب وهو فيلم (( R-Point )) وتدور قصته حول جنود يرسلون في مهمة لتحري الإرسال الإذاعي الغير قابل للتفسير والمرسل من قبل الجنود الذين يعتبرون مفقودين و موتى منذ ستة أشهر من إنتهاء الحرب !!
إن الأصالة الموضوعية للفيلم هي نفسها من ستكشف للمشاهد تجربة الخوف الحقيقي.
حقيقةً أن نظرة هذا الفيلم هي بمثابة المثال الأساسي لتواصل التطور الملحوظ للسينما الكورية الجنوبية.
وفي نفس العام أيضاً شاهدنا فيلماً مرعباً آخر ولكن بعيداً عن الأصالة الموضوعية والمتمحور في ترنيمات كابوسية غامضة مخيفة إلى حدٍ بعيد ..
وهو فيلم (( الكابوس أو Bunshinsaba ))
إذ يتمحور رعبه من خلال اكتشاف الجانب المظلم من إنتقام الروح الإنساني ، ذلك الخوف الغير قابل للتوضيح من الوجود ، وفي نفس العام كذلك شاهدنا فيلم لا تقل جمالياته عن مستوى سابقه وهو فيلم (( الصديق الميت – Ryeong ))
والذي يتحدث عن أكثر السلاسل الشعبية في تسلسل أفلام الرعب الآسيوية وهي من خلال الأشباح في المدارس العليا – الثانوية – وهو شبيه نوعاً ما بالفيلم سالف الذكر – أعلاه - (( همس الممرات ))
كما شاهدنا في نفس العام فيلم (( غابة العنكبوت - Spider Forest ))
حيث أن الغابة يمكن أن تكون المكان الأكثر راحة على الأرض في وضح النهار ، لكن بينما يحل الظلام ، هي لاشك يمكن أن تكون المكان الأغرب و الأرعب على حد سواء .
الفيلم لفئة معينة من المشاهدين وليس للجميع!
حيث ننصح بالتركيز الجاد حيال رعبه و لغز الغموض الكامن من ملمسه السريالي الرائع .
إلى أن وصلت بنا المشاهدة إلى فيلم (( الوجه – Face ))
ذلك الفيلم الذي يتعامل مع الوجوه الإنسانية الأخرى التي تبدي كلا الجمال و القبح ، كما كل المشاعر الإنسانية الأخرى ... تنجم القصة عن إحتراق القلب ، ذلك المعنى الذي يمثل ببساطة عاطفة المشرق !
(( الوجه )) فيلم رعب يكشف عن الحقد ولعنة شبحه القاسي!!
قصة فيلم (( الوجه )) ما سبق لها أن حولت من قبل في أي من الأفلام لا سيما الآسيوية منها ، القصة فريدة من نوعها ولا مثيل لها على الإطلاق !!
حيث تأخذ القصة طريقة مختلفة تماماً عن سائر أفلام الرعب الآسيوية الأخرى ، وعلاوة على ذلك ، فهي – أي القصة – تعبر من خلال عين المشاهد بين خط الحياة و الموت ، ومن ثم تنفرد بالمشاهد بطريقة مرعبة و مخيفة في آنٍ واحد وتضعه في حالة من الذهول !!
ليس من خلال الأماكن أو الأدوات مثلاً كالهواتف الخلوية أو اشرطة الفيديو أو المنازل والمدارس المسكونة .. الخ .. من مصدر الرعب الأساسي وعنصره المشابه في أغلب أفلام الرعب الآسيوية ... بل من خلال إعادة بناء الوجه فوق الجمجمة بتقنية عدلية متطورة بمساعدة رسومات حاسوبية طليعة !
على أية حال ، فإن فيلم (( الوجه )) يستعمل إعادة بناء " وجه " بنظرية غريبة لكن مرعبة جداً بما فيه الكفاية !
ولا تنسى بأنها مترتبة على سؤال بسيط ، وهو :
كيف تزرع موجة الخوف المطلق في عقول المشاهدين ؟!
وهو الفيلم الآسيوي الوحيد الذي بيع منه 200 ألف نسخة قبل إطلاقه في كافة أسواق البلدان الآسيوية قاطبة .
بكل إختصار ، حينما يجتمع العلم و الفن فذلك هو فيلم (( الوجه ))
والجدير بالذكر : أن الصوت الفريد و الصورة الحادة في الفيلم صدما النقاد و المهتمين في السينما في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبــا للمصالح الخاصة لموضوعه العلمي تارة و للعاطفة الشرقية للإنتقام تارةً أخرى ، كما ذكروا .
وشكراً للقراءة سلفاً ، وتحيّاتي لكم جميعاً..
مع تحيّات / " أبى الجرّاح العتيبي "
™MaximusQ8
<embed src=http://kojak1.tripod.com/max2.swf width=400 height=100type=application/x-shockwave-flash></embed>
__________________
رســالـة ســيـنـاريـو
Hostel Part I & II
____________ [url=mailto://][/url]
الأحد يوليو 18, 2021 10:17 pm من طرف ωa3ooda
» دردشة المنتدى
الجمعة نوفمبر 13, 2020 4:52 pm من طرف yura ♥♥
» اغاني سوفية" قديمه
الأربعاء مايو 08, 2019 7:09 am من طرف قناة أفراح وادي سوف
» اغاني سوفية
الأربعاء مايو 08, 2019 7:02 am من طرف قناة أفراح وادي سوف
» بعد طول غياب قررت ان آمر مجددا على محطة ....
السبت سبتمبر 08, 2018 2:47 pm من طرف ғαdωa
» اشتقت لكم 3>
الإثنين فبراير 12, 2018 9:16 am من طرف ŹyąĐ
» « اُنثَىَ حڪآيتهٌآ [حڪايةٌ ] فٍيُها هِدۊءِ آلٍگۊنٍ ۊفُيها جٍ’ـنُونٍـۂ.¸¸..ღ
السبت أكتوبر 10, 2015 10:26 am من طرف вeвo τen
» Only Chanel
الثلاثاء مايو 21, 2013 8:19 am من طرف ليتوريا
» لـآآتبدئي يومك بشرب الحـليب
الثلاثاء مايو 21, 2013 8:13 am من طرف ليتوريا
» وشْ تقًُولْ لليًُ ببآلكً!
الأحد مايو 12, 2013 6:05 pm من طرف Sky Tears
» كــل عضو يدخل ويكتب اعتراف...
الأحد مايو 12, 2013 5:06 am من طرف aηωaя
» ØūĭЗŢ ĢїŘĻ
الجمعة مايو 10, 2013 11:30 pm من طرف Quiet girl
» Bridal Mask 2012 < مسابقة Team work
الجمعة مايو 10, 2013 6:26 am من طرف B 1 A 4
» Taewoon قائد SPEED يرى Zico قائد Block B منافس له
الجمعة مايو 10, 2013 6:21 am من طرف B 1 A 4
» تقرير عن مسلسل bloody monday
الجمعة مايو 10, 2013 6:15 am من طرف B 1 A 4